انقطاع الدورة الشهرية واضطرابات الطمث: دليلك الكامل للوقاية والدعم النفسي

تعرف على أسباب وعلامات انقطاع الدورة الشهرية المبكر، وكيفية التشخيص والعلاج، مع نصائح للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث ودعم الصحة النفسية للنساء في هذه المرحلة المهمة من حياتهن.

انقطاع الدورة الشهرية واضطرابات الطمث: دليلك الكامل للوقاية والدعم النفسي
علامات انقطاع الدورة الشهرية المبكر: كل ما يجب أن تعرفيه


علامات انقطاع الدورة الشهرية المبكر (انقطاع الطمث المبكر): الأسباب والأعراض والعلاج

انقطاع الدورة الشهرية، أو ما يعرف طبيًا بانقطاع الطمث، هو مرحلة طبيعية تمر بها كل امرأة مع تقدم العمر. في بعض الحالات، قد يحدث انقطاع الطمث بشكل مبكر، وتُسمى هذه الحالة "انقطاع الطمث المبكر" أو "انقطاع الدورة الشهرية المبكر". فما هي أسباب انقطاع الدورة الشهرية في سن مبكرة؟ وما العلامات التي تشير إلى حدوث انقطاع الطمث المبكر؟ وكيف يتم التعامل مع هذه الحالة؟

ما هو انقطاع الدورة الشهرية أو الطمث؟

انقطاع الدورة الشهرية (انقطاع الطمث) هو توقف دائم للطمث وانقطاع نزول الحيض لمدة 12 شهرًا متواصلة، وغالبًا ما يحدث بشكل طبيعي عند النساء في أوائل الخمسينيات من العمر. خلال هذه المرحلة، تنخفض مستويات هرمون الاستروجين، وتتوقف المبايض عن إنتاج البويضات، فلا تستطيع المرأة الحمل بعد ذلك. أما إذا انقطعت الدورة الشهرية لفترة قصيرة ثم عادت، فتسمى هذه المرحلة "الإياس"، وهي مرحلة انتقالية تسبق انقطاع الطمث الكامل.

مرحلة الإياس واضطرابات الدورة الشهرية

مرحلة الإياس تسبق انقطاع الدورة الشهرية بشكل نهائي، وتظهر فيها اضطرابات في انتظام الدورة الشهرية، مع ظهور أعراض تشبه أعراض انقطاع الطمث. غالبًا ما تبدأ هذه المرحلة في أوائل الأربعينيات، وقد تظهر في أواخر الثلاثينيات لدى بعض النساء، وتتميز بعدم انتظام الطمث وحدوث تغيرات مزاجية وجسدية.

ما هو انقطاع الطمث المبكر؟

انقطاع الطمث المبكر يعني توقف الدورة الشهرية وظهور أعراض الطمث قبل سن الخامسة والأربعين. يحدث ذلك عندما تتوقف المبايض عن إنتاج الهرمونات بشكل كافٍ، مما يؤدي إلى توقف الدورة الشهرية بشكل دائم في سن مبكرة، إما بشكل طبيعي أو نتيجة عوامل أخرى مثل الأدوية أو العمليات الجراحية.

أسباب انقطاع الدورة الشهرية المبكر

١- فشل المبيضين المبكر:
انقطاع الطمث المبكر غالبًا ينتج عن توقف المبيضين عن العمل (فشل المبيضين المبكر)، ما يؤدي إلى انخفاض شديد في هرمون الاستروجين. وقد يكون ذلك لأسباب وراثية، أو بسبب تشوهات الكروموسومات، أو نتيجة عدوى نادرة مثل السل أو الملاريا، أو لأسباب مجهولة في معظم الحالات.

٢- التدخين:
أثبتت الدراسات أن التدخين يزيد من خطر انقطاع الدورة الشهرية المبكر، حيث تصل النساء المدخنات إلى مرحلة الطمث وانقطاع الدورة الشهرية قبل غير المدخنات.

٣- علاجات السرطان:
بعض علاجات السرطان مثل العلاج الكيماوي أو الإشعاعي قد تؤدي إلى فشل المبيضين وانقطاع الطمث المبكر، وقد يكون هذا التأثير مؤقتًا أو دائمًا.

٤- إزالة المبيضين جراحيًا:
الخضوع لجراحة إزالة المبيضين يؤدي حتمًا إلى انقطاع الدورة الشهرية بشكل نهائي، بسبب توقف إنتاج الهرمونات الأنثوية.

علامات وأعراض انقطاع الطمث المبكر

أول وأوضح علامة لانقطاع الطمث المبكر هي انقطاع الدورة الشهرية بشكل دائم. بالإضافة إلى ذلك، تظهر مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية منها:

١- الهبات الساخنة: شعور مفاجئ بالحرارة في الوجه والعنق والصدر.
٢- التعرق الليلي واضطرابات النوم.
٣- القلق وسوء المزاج.
٤- انخفاض الرغبة الجنسية.
٥- مشكلات في التركيز والذاكرة.
٦- جفاف المهبل وصعوبة العلاقة الحميمة.

تشخيص انقطاع الدورة الشهرية المبكر

يعتمد تشخيص انقطاع الدورة الشهرية المبكر على التاريخ المرضي والعائلي، بالإضافة إلى إجراء تحاليل هرمونية لقياس مستويات الهرمونات (خاصة الاستروجين وFSH). كما قد يطلب الطبيب فحوصات إضافية لاستبعاد الأمراض الأخرى.

علاج انقطاع الطمث المبكر

العلاج الأساسي لانقطاع الدورة الشهرية المبكر يشمل تناول الهرمونات التعويضية (حبوب منع الحمل أو الهرمونات البديلة) لتعويض النقص في الهرمونات حتى بلوغ سن 51 عامًا، وذلك للوقاية من مضاعفات مثل هشاشة العظام وأمراض القلب. في بعض الحالات، مثل الإصابة بسرطان الثدي، قد لا يُنصح باستخدام هذه العلاجات، وينصح الأطباء باتباع نمط حياة صحي ودعم نفسي متخصص لتخطي المرحلة.

أهمية الدعم النفسي

انقطاع الطمث المبكر قد يسبب الاكتئاب والحزن للمرأة بسبب التغيرات الجسدية والنفسية وفقدان القدرة على الإنجاب، لذا يُنصح بالحصول على الدعم النفسي والمشورة الطبية لمواجهة هذه المرحلة بمرونة وصحة أفضل.

الخلاصة

انقطاع الدورة الشهرية (الطمث) هو حدث طبيعي للمرأة لكنه قد يحدث مبكرًا في بعض الحالات لأسباب متعددة. معرفة علامات انقطاع الطمث المبكر وأعراضه ضرورية للبدء بالعلاج المناسب والدعم النفسي لتقليل الأثر الجسدي والنفسي لهذه المرحلة.